Admin Admin
العمر : 34 تاريخ التسجيل : 07/03/2009 نقاط : 12070
| موضوع: نظرية في تشريح حالة خوف معلن! الخميس ديسمبر 17, 2009 6:22 am | |
| بقلم : نبيل عبدالفتاح | <table border=0 cellSpacing=0 cellPadding=0 width=66 align=left><tr><td align=middle>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</TD></TR></TABLE> هذا زمن الخوف الذي يسكن الروح, والذي يتمدد في خلايا اللاوعي شبه الجمعي, والفردي, وفي وقائع الحياة اليومية المادية والرمزية والتي تبدو في غالبها الأعم حاملة لأطيافه! هل نكتب عن الخوف لإثارته, واعادة انتاجه أم للوعي بدخائله, ومقاومته والانتصار عليه في معارك الحياة؟ هل تشريح الخوف ومصادرة, يضفي علي الذات بعض من الشجاعة في مواجهته؟ هل الكتابة عنه محاولة للتعايش معه, ومسايرته والتعود عليه, ونزع أنيابه الأسطورة المرئية أو المستورة وراء ظواهره, وعوارضه؟ ربما! أم نكتب عنه لكي تنتصر الحياة والشجاعة علي بعض أو غالب مصادر الخوف وأشباحه؟ أم نكتب لكي تنتصر الارادة الفردية الحرة والوعي البصير والمسئول علي العجز والاستبداد.
هلي صيحة( أنا أخاف إذن أنا موجود) هي البديل ما بعد الحداثي للمقولة الديكارتية ـ الكوجيتو ـ أنا أفكر إذن أنا موجود التي افتتحت الحداثة وأزمنتها الممتدة؟ يبدو أنها البديل المعاصر والخلاق, أنا أخاف, أنا أشعر, أنا انتفض كينونة وحضورا وربما فعلا بناء في مواجهة هذا الوحش الأسطوري الغامض المسمي بالخوف ومنازلته هي ذروة الشجاعة الانسانية, نعم نعيش في زمن الخوف الذي يأكل الروح وفق اسم فيلم فاسبندر زائع الصيت لدي النقاد والمثقفين.
خوف يشمل غالبية الشرائح والفئات الاجتماعية بدءا من قمة الهرم لدي السراة المترفين الي قاعدته العريضة المعسورة وما وراء تخوم خط الفقر! خوف يشمل غالب الأميين ويمتد الي غالب المتعلمين وأنصافهم, ومعهم بعض سادة السلطة المعرفية الكبار ـ علي قلتهم ـ الي بعض المثقفين وغالب أنصافهم وأشباههم! الخوف يسري بين أعصاب غالب رجال الأعمال الي المستورين, ورقيقي الحال والفقراء والمعدمين!
الغالبية في بلادنا تعيش حالة الخوف والقلق والرهبة من صدمات الحاضر الآني, الي غيوم وغموض المستقبل الآتي!
خوف بعضهم ورعبهم يبدو من نزعة مطاردة بعض القصائد, والروايات والمسرحيات, والسرديات, واللوحات والقطع النحتية, الخوف والهلع يبدو من بعض الغلاة وذوي الذائقات التقليدية من بعض نصوص الشجاعة والخوف لدي البعض الآخر من الخطاب الفلسفي والنقدي, ومن المثقف النقدي ومن الهدامين العظام الذين يفككون ويحللون وينتقدون ويقوضون عوالم البداهات السطحية والمقولات الشائعة والأحكام الحاملة لقداسات وضعية! الخوف والرعب ـ لدي بعضهم ـ من الإبداع والموهوبين! الخوف من الأسئلة الجديدة والحرجة في كل مناحي الحياة والمعرفة والخبرات المجانية الشائعة, الخوف من سلطة التكفير الديني الشائعة, وخوف بعضهم من الطرد خارج اطار الكنيسة/ المذهب! الخوف من الإصلاح والتغيير! الخوف من سلطان القانون الوضعي الحديث والمعاصر.
الخوف علي الإيمان الوضعي الشكلاني والطقوسي الذي استقر في الوجدان الشعبي من الأسئلة والتأويلات الجديدة والأفكار المختلفة, خوف بعض المؤمنين من الأديان والمذاهب والجماعات الصغري من الأغلبيات والجموع التي يحركها بعضهم من السياسيين ورجال الدين للاستعلاء علي الآخرين! الخوف الذي يحاول بعضهم التعايش معه وتبديد بعض أشباحه وظلاله الكثيفة بالاستسلام والراحة والطمأنينة في حمي الأحكام الجاهزة والأسئلة المعلبة وسابقة التجهيز, وفي الأمثولات والحكم الشعبية, وخبرات ومعارف فارقت أسئلتها وتاريخها!ولم تعد تثير أية دهشة, ولم تعد الاجابات القديمة صالحة حتي لإعادة تلاوتها وقراءتها مجددا!
من أين يأتي الخوف الذي يشل تفكيرنا ويعطل ارادتنا عن الفعل الخلاق؟ هل ينطلق ويهاجمنا من مصادر الخوف الكوني/ والتحولات الكبري التي تمس تفاصيل حياتنا ووجودنا وتصوراتنا ولغاتنا ومعرفتنا التي ألفناها واستهلكناها, ولم تعد سوي حجب مظلمة لانري فيها الا مانهوي لا الواقع الكوني المتغير الذي غادرنا, ولم نعد نمتلك الحد الأدني من الإدراك والوعي والحس السياسي بقوانينه ومتغيراته الخوف الذي يبدو في تراجع أدوارنا ورسالتنا التاريخية في الإقليم!
هل يأتينا الخوف من قلب النسيج النفسي والقلق الانساني؟ أم خوف ينطلق من الإقليم المضطرب وغموض مستقبله؟ يهاجمنا الخوف من كل هذه المصادر علي تعددها واختلافها.
الخوف حاضر في الطبيعة المتمردة والبيئة ونظامها المختل التوازن, وردودها الكارثية والمدمرة والقاسية علي أفعال الاستغلال الانساني المفرط, الخوف ينطلق من الأمراض العضال والفيضانات والزلازل, والاحتباس الحراري والفقر والجوع.. إلخ, الخوف الصاعد من قلب الإرهاب وعملياته ومن سياسات الإفقار لدول الجنوب, ومن الاستبعادات الممنهجة للمعسورين من النظام الاجتماعي في الدول الأكثر والأقل تطورا في عالمنا, كل هذه المصادر المستمرة والمتجددة للخوف ونحن لانزل أسري هيمنته وكآبته السوداء بلا مقاومة ضارية!
نعيش حالةالخوف من الارهاب, ومن أشكال العنف الديني والرمزي, ومن هيمنة الأغلبيات الدينية لا السياسية علي الحياة والأقليات: الخوف من الإقصاءات السياسية الممنهجة للجماعات الصغري الدينية والمذهبية والطائفية, ومن النفي داخل الطائفة/ المذهب, والدين الأقلي, الخوف الذي يدفع جماعات للهجرة والنفي داخل فضائها التاريخي الخاص! الخوف الذي يطل من قلب ووراء الخطابات الدينية والسياسية الزاعقة! الخوف من النقد الموجه لبعض أو غالب الآراء الدينية الوضعية الأخري داخل الديانة والمذهب! الخوف الكامن فيما وراء السكينة والإحساس بقوة الأكثرية المرعوبة من الأسئلة ونقد أوهامها وأساطيرها الإنسانية الوضعية! خوف الأقليات المعتصمة بأساطير تاريخية ورمزية وآراء وضعية أضفي الخوف عليها قداسة ما, وباتت أشباح الخوف رابضة في عمليات إعادة إنتاجها, وفي التماسك الهش حولها!
خوف يتغذي علي الخوف! خوف الصفوات السياسية الحاكمة من تقلبات الزمن والإقليم وغدر وانقلابات السياسة والمصالح, والتحالفات مع بعض الفاعلين الكبار عند قمة النظام الدولي المعولم, ومن تحولات الإقليم, وصدمة مقاديره ونهاياته غير السعيدة! خوف عرب اليسر من عرب العسر. الخوف الكامن في نمط من الاستعلاءات البدوقراطية النفطية علي عرب الماء والمدن والحواضر التاريخية, حيث الثراء والعمق الحضاري والثقافي! خوف عرب النفط من الانهيارات المالية كما حدث في إمارة دبي أخيرا! الخوف المسيطر علي رعب أهالي الخليج وشبه الجزيرة العربية من التمدد الايراني والحوثيين وتقلبات البورصات, وأسعار النفط ـ الهبة الجيولوجية التي أصبحت نقمة ووبالا علينا وعلي عرب العسر ـ, والتغيرات المناخية والبيئية, و... و... إلخ! أنا خائف إذن أنا موجود صياغة تبدو لي إيجابية, ومقولة كينونية, ولكنها تحتاج إلي تكملة أنا خائف, أنا أدرك خوفي, أنا أتبني وأعرف المنطق والمناهج العلمية الطبيعية والاجتماعية الحديثة والمعاصرة وما بعدها في مصادرها العديدة, وكشوفها وتطوراتها, يعني أيضا أنا أتدبر, أنا أخطط, أنا أدير حياتي, أنا أفعل الف عل الخلاق, إذن أنا موجود, إذن أنا طرف فاعل في المستقبل, إذن أنا فاعل في حياة العالم المعولم, وغير ذلك من أشكال النوم الساكن في المقولات القديمة والشائعة هو بمثابة كسل شبه جماعي, وتمجيد للجهل النائم, والجهل النشيط ـ وفق أحمد بهاء الدين ـ وجهالات تهيمن علي غالب الفضاءات المصرية في جميع مناحيها, وتدفعنا إلي الوراء, وإلي قتل المواهب واغتيال الأجنة المصرية الموهوبة في مهادها!
من أين يأتي الخوف الآن؟ من عديد المصادر منها تمثيلا لا حصرا من تخلفنا التاريخي المستمر, والتطور المذهل في المعرفة والتقنيات والمعلومات والاتصالات والإدارة... إلخ. الخوف المسيطر الذي يبث إشعاعه في نسيج حياتنا وروحنا, هو التحدي الكبير الذي يتعين أن نواجهه, ونديره, ونصارعه في داخلنا في روحنا, وفي تنظيم حياتنا ومؤسساتنا وسياستنا, وقراراتنا الكبري والصغري! في سياسات الدولة, وفي حياة المجتمع الذي أدمنت غالب شرائحه الاجتماعية, ومعارضاته وأحزابه الحاكمة نقد الحكومات, والدولة, ونسينا نقد المجتمع والكشف عن اختلالاته في قلب أنساقه القيمية والسلوكية, وفي أساطيره وأوهامه, وفي قدرياته الوضعية التي يستسلم لها ويسكن فيها ويعيش بها, لإبعاد مفهوم المسئولية عن قراراته وقناعاته وسلبياته وأوهامه التي يتعايش بها بحثا عن طمأنينة ما من الخوف من المسئولية عن فعله الإنساني اليومي ومخاتلاته ومراوغاته وأخطائه وآثامه علي اختلافها.
الخوف من المسئولية السياسية والإدارية والشخصية ـ ولا أقول الفردية إلا استثناء ـ يستدعي غالبا أقنعة القدريات الوضعية والحتميات والإرادات المستلبة والمستقيلة عن الفعل الإنساني المسئول! هذا التحالف الوحشي لمن هم دون الحد الوسط في الكفاءة والمعرفة والوعي ـ المديوكرات ـ والحد الأدني للتافهين ـ المنيوكرات ـ الذين يطاردون ويقاتلون ويغتالون الكفاءات والمواهب وذوي القدرة علي قلتهم. تحالف هؤلاء المحدودين يشكل الخطر الداهم الذي يأكل روح الصفوة الموهوبة والقادرة علي إدارة الأزمات ووقف التدهور في المؤسسات والخلل في السياسات وإصلاح الرؤي المثقوبة والهياكل المختلة, والقادرين علي زراعة الآمال المستقبلية الممكنة في ثنايا حياتنا ومطاردة الأوهام الشائعة ومروجيها بالمعرفة والوعي البصير.
الخوف الذي يدفع بعضهم إلي مطاردة السرديات الإبداعية, والرؤي النقدية والتحليلية والتفكيكية الخلاقة, هو الخوف الذي يؤدي إلي إشاعة الكذب والنفاق شبه المعمم, وهو الذي يدفع إلي هيمنة الخطابات السجالية العنيفة والمتفجرة بين الأديان والمذاهب والمدارس الفقهية واللاهوتية إزاء بعضها بعضا. الخوف هو الذي يدفع إلي العنف والسجال الديني الوضعي, حيث الإغارات الهجائية المتفجرة من بعضهم علي البعض الآخر. خوف يتبدي من أصلاب شجاعة كاذبة ومرعوبة تبدو كقناع يخفي وراءه الخوف الذي يأكل الروح ويدمر جذور وقيم الخير والجمال والتسامح والمساواة والعدالة.
| | | |
| |
|
بنت النيل عضو مجتهد
تاريخ التسجيل : 08/03/2009 نقاط : 11671
| موضوع: رد: نظرية في تشريح حالة خوف معلن! الخميس ديسمبر 17, 2009 6:38 am | |
| هى دى السهولة كدا الواحدةتعرف الاخبار كلها وهيا قاعدة مكانها انا بجد شكلى هأحب منتدى الحماحمى أكتر | |
|
عبير العبير المشرف العام
العمر : 39 تاريخ التسجيل : 17/04/2009 نقاط : 11973
| موضوع: رد: نظرية في تشريح حالة خوف معلن! الخميس ديسمبر 17, 2009 2:02 pm | |
| | |
|